top of page

نشر في: 05 أبريل 2024

اللغة العربية  |  ENGLISH

يلا آراء

حماس هي العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني والعالم العربي وليس اسرائيل

لين خودوركوفسكي 

قائد حماس، إسماعيل هنية، يجتمع مع آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للنظام الإيراني، في طهران ب 21 من حزيران 2023

في الساعة السادسة والنصف من صباح يوم السبت الجميل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت حركة حماس العنان لسلسلة من الأحداث التي دمرت حياة الآلاف من الإسرائيليين والفلسطينيين. وكانت المذبحة التي ارتكبتها بحق أكثر من 1200 مدني إسرائيلي واختطاف أكثر من 260 آخرين - وهو اليوم الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ المحرقة النازية - سبباً في لاحداث رد فعل إسرائيلي شرس، الأمر الذي أدى إلى خسائر مأساوية في الأرواح، والتشريد والدمار في غزة.

الأمر الواضح هو أن هجوم حماس أدى -على الأقل في الوقت الراهن- إلى تقويض تطلعات الشعب الفلسطيني ومصالح العالم العربي برمته.

 

زخم مليء بالأمل قبل السابع من أكتوبر

ولكي نضع تصرفات حماس المدمرة في منظورها الصحيح، دعونا نتذكر التفاؤل الذي ساد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة التي سبقت ذلك اليوم الدموي.

قبل هجوم حماس بثلاث سنوات، كان التوقيع على الاتفاقيات الإبراهيمية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية سببا في تعزيز فرص غير مسبوقة للتعاون الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي. وقد حققت اتفاقيات السلام بالفعل أكثر من أربعة مليارات دولار من التعاملات التجارية بين الدول الموقعة عليها، ويتوقع المحللون توفيرها حوالي أربع ملايين وظيفة جديدة وتريليون دولار من النشاط الاقتصادي الجديد على مدى عقد من الزمن.

وكانت الحماسة حول اتفاق محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية واضحة أيضاً في الأسابيع التي سبقت السابع من أكتوبر. ففي مقابلة أجريت في سبتمبر/أيلول 2023، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان: "كل يوم نقترب (من التوصل إلى اتفاق". تخيل فائدة مثل هذه الاتفاقية لشعب المملكة العربية السعودية وخارجها.

لكن هجوم حماس نسف ذلك الزخم الإيجابي، فحرم الملايين من العرب من تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً، على الأقل في الوقت الحالي.

 

حماس تخدم إيران وتقوض المصالح العربية

تزعم حماس أنها تدافع عن القضية الفلسطينية، ولكن أفعالها تلحق الضرر المستمر بالشعب الذي تدعي أنها تمثله. بصفتها وكيلاً للنظام الإيراني، عملت حماس دائماً لمصلحة طهران على حساب الفلسطينيين والعالم العربي.

وتقدم جمهورية إيران الإسلامية  لحماس نحو 100 مليون دولار سنوياً على هيئة دعم مالي وعسكري وسياسي - وليس دعماً إنسانياً- لتمكين الحركة من إحكام قبضتها على السلطة في غزة. علاوة على ذلك، وباعتبارها جزءاً من القوة الإقليمية الإيرانية، فإن حماس متواطئة في تقويض أمن واستقرار الدول العربية على الخطوط الأمامية لعدوان النظام الإيراني. فهي بيدق حاسم في الاستراتيجية الكبرى التي يتبناها النظام الإيراني للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتعزيز الإيديولوجيات المتطرفة، والسيطرة في نهاية المطاف على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكامل، وليس على إسرائيل فقط.

 

حماس معادية للفلسطينيين

وإلا فكيف يمكن وصف جماعة تسرق المساعدات الإنسانية، وتحرم الشعب الفلسطيني من لقمة عيشه، وتستخدم النساء والأطفال والمسنين كدروع بشرية، بينما تسجن فلسطينيين آخرين وتعذيبهم وتعدمهم؟

منذ توليها حكم غزة في عام 2007، قدم المجتمع الدولي لحماس عشرات المليارات من المساعدات التي تهدف إلى تحسين حياة سكان غزة. معظم هذه الأموال إما تم الاستيلاء عليها من قبل قادة الجماعة الفاسدين مما حولهم إلى أصحاب مليارات، أو تم ضخها, ليس لبناء ملاجئ للأهالي, وإنما لبناء ما يسمى "مترو غزة"، وهي متاهة الأنفاق التي حفرها أفراد حماس تحت المدارس والمستشفيات والمساجد وبيوت الناس لحماية أنفسهم. كما قالت امرأة فلسطينية مسنة لأحد المراسلين: "كل المساعدات تذهب إلى الأنفاق تحت الأرض... حماس تأخذ كل شيء".

وكنتيجة أخرى لأفعال حماس، فقد ما يقرب من 200 ألف فلسطيني, كانوا يكسبون عيشهم في إسرائيل, وظائفهم. ومن عجيب المفارقات أن الإسرائيليين أنفسهم الذين وظفوا الفلسطينيين في المدن التي تسيطر عليها حماس، كانوا الأكثر تعاطفاً مع تطلعات الشعب الفلسطيني. لكن حماس كسرت تلك الثقة. وقد يستغرق الأمر جيلاً كاملاً لإعادة بناء هذه الثقة قبل أن يتمكن معظم الفلسطينيين من كسب لقمة عيشهم في إسرائيل مرة أخرى.

ودعونا لا ننسى الفلسطينيين الإسرائيليين الذين وقعوا ضحايا حماس. حيث وثّق برنامج يلا قصص عوض دراوشة المسعف الذي قُتل أثناء علاجه للجرحى من رواد حفل نوفا الموسيقي؛ وصهيب رزيم سائق حافلة من القدس الشرقية الذي كان ببساطة في المكان الخطأ في الوقت الخطأ؛ وأربعة أفراد من عائلة الزيادنة الذين تم اختطافهم اثناء عملهم في مزرعة ألبان.

حماس عائق أمام الدولة الفلسطينية

وجود حماس ليس قائما على وعودها بتقديم الحياة الكريمة للفلسطينيين، بل على محو إسرائيل. كما ترفض حماس أي شكل من أشكال التعايش المشترك أو الحل السلمي مع إسرائيل.

لم تأخذ حماس (وكذلك السلطة الفلسطينية) أي اقتراح لحل الدولتين على محمل الجد، سواء الذي كان من خلال الأمم المتحدة، أو عملية أوسلو، أو المبادرة العربية بقيادة السعودية، أو اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، أو المقترحات الأمريكية المختلفة،. وكان هذا الموقف المتصلب أكبر عقبة أمام حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والذي أحبط تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولتهم وتقرير المصير.

في العقود الأربعة الماضية، تغلبت عدة دول عربية على جراح الماضي وعقدت السلام مع إسرائيل. وجدت مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان أرضية مشتركة مع جارتهم اليهودية, وعملوا من أجل المصلحة العامة لشعوبهم. تخيلوا مكاسب السلام التي كان من الممكن أن يحققها الشعب الفلسطيني لو كانت حماس تهتم بمصالحه أكثر من اهتمامها بمصالح إيران.

 

حماس لا تمثل الإسلام

إن تصرفات حماس تختلف بشكل كبير عن مبادئ وتعاليم الإسلام الذي يؤكد على مبادئ العدالة والرحمة واحترام الحياة البشرية, حتى في خضم الصراع.

 

خلال مذبحة السابع من أكتوبر، انتهكت حماس العديد من قيود الحرب الإسلامية:

  • يحرم الإسلام الاستهداف المتعمد للمدنيين بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، وقد تعمدت حماس استهداف المدنيين الإسرائيليين وتواصل استخدام سكان غزة كدروع بشرية.

  • يحرم الإسلام التدمير العمد للممتلكات بينما قامت حماس بتدمير الممتلكات وتخريب المنازل.

  • يحرم الإسلام استخدام التعذيب والتشويه وغيره من أشكال المعاملة القاسية تجاه المتفرجين, غير المتدخلين, أو أسرى الحرب أو المقاتلين الأسرى. قامت حماس بتعذيب وتشويه واغتصاب وإحراق مدنيين لا حول لهم ولا قوة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وطبقاً لشهادة الرهائن المفرج عنهم، فإنها تواصل تجويع الأسرى, وإهانتهم والاعتداء عليهم جنسياً.

وفي تعبيرهم عن قلقهم إزاء محنة الفلسطينيين في غزة، أدان زعماء عرب بارزون حماس. قال ولي العهد ورئيس وزراء البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة إن "القرآن يقول أن قتل نفس برئية… مثل قتل الناس جميعا". ثم قال بوضوح: "أنا أدين حماس بشكل لا لبس فيه".

ووصفت ريم الهاشمي، وزيرة التعاون الدولي الإماراتية هجمات حماس بأنها "همجية وشنيعة" ودعت الحركة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين "فوراً ودون قيد أو شرط". وأصدر مجلس الإفتاء الإسلامي ومقره العراق فتوى ضد حركة حماس. كما يحث مرسوم هذا المجلس المسلمين على عدم "الصلاة من أجل حماس أو دعمها أو تمويلها أو القتال نيابة عنها".

 

وحدها هزيمة حماس هي ما سيخفف من المعاناة في غزة

إن الدمار في غزة أمر مفجع، والناس المحترمون في كل مكان ينعون الخسائر المأساوية في الأرواح. لكن نهاية حكم حماس المناهض للفلسطينيين والغير إسلامي هو وحده الكفيل بإنهاء هذا الفصل المؤلم من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

يريد العديد من الفلسطينيين رحيل حماس. كما صرحت منار الشريف وهي صحفية فلسطينية سورية لبرنامج يلا، إن سكان غزة لا يريدون الحرب ولكنهم يتعرضون للترهيب لإجبارهم على الصمت. ولاحظ الدكتور علي النعيمي، أحد كبار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات العربية المتحدة، أن "غزة محتلة من قبل حماس. والشعب الفلسطيني في غزة يعاني بسبب حماس وليس بسبب الإسرائيليين".

وكما قال الدكتور النعيمي: "لقد حان الوقت لتحرير الفلسطينيين من حماس وإيران". إن حماس لا تلحق الضرر بالشعب الفلسطيني فحسب، بل إنها تقوض استقرار وأمن الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولن يتسنى رسم الطريق نحو السلام والرخاء للفلسطينيين والمنطقة ككل إلا بعد زوالها.

لين خودوركوفسكي هو نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق وكبير مستشاري المبعوث الأمريكي إلى إيران. وهو أحد مؤسسي يلا وهي منصة إخبارية باللغة العربية.

قصص ذات صلة

Yalla_Awad_16x9_web.jpg

عوض دراوشة: قصة بطل

19_16x9.jpg

نساء عربيات يطالبن بتحرير نساء إسرائيليات

Yalla_AliZ_16x9_web.jpg

لقاء مع علي الزيادنا، قريب العائلة التي اختطفتها حماس 

bottom of page